الخوالي

(الخوالي) ينسج على نفس الأجواء البيئية التي تابعها المشاهد في (أيام شامية)، لكن بأجواء حكائية مختلفة، حيث تظهر شخصية البطل الدولي (نصار ابن عريبي) الذي يقاوم الظلم، ويقارع من يمثلوه (السلطة الحاكمة في زمن أحداث المسلسل هي الدولة العثمانية) إلا أن أهمية (الخوالي) الحقيقية، على المستوى البيئي والفني والتوثيقي، أنه يقدم لأول مرة وثيقة  درامية بصرية عن رحلة الحج الشامي، والتي كانت دمشق تلعب دورا رئيسا فيها، باعتبارها بوابة عبور حجاج تركيا ومنطقة البلقان ودول أوروبا نحو الديار المقدسة، ونقطة استراحة في رحلة طويلة وشاقة، كانت توليها الدولة العثمانية اهتماما دينيا واقتصاديا وسياسيا كبيرا، كما كانت دمشق، باعتبارها مركز صناعي وتجاري متطور في تلك الفترة، تمد هذه الرحلة بالكثير من المؤون والسلع والمستلزمات الضرورية لرحلة الحج، فتنطلق منها مواكب ماء الورد الذي تغسل به الكعبة، والمقطر من مزارع الورد الدمشقي، ومواكب الشموع ومواكب زيوت القناديل، فضلا عن محمل الحج الشامي، الذي كان واحدا من المحامل الهامة في العالم الإسلامي.